فضيلة الشيخ أنا متزوجة منذ عشر سنوات ولي أطفال، ويوجد قدر من التواق والمحبة بيني وبين زوجي إلا أنني ألا حظ عليه أنه كلما ذهبنا للسوق يكثر النظرات ويجيل بصره في كل امرأة تقع عليها عينه... حذرته من ذلك ولكن لا حياة لمن تنادي.. يرد علي دائما بقوله: المهم صفاء القلب... كيف أتصرف؟ وهل أطلب الطلاق لذلك؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن المسلم مخاطب بغض بصره وصون نظره عما حرم الله عليه، قال تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون}.
وإحالة النظر وإطلاقه في المحرمات من أعظم موارد الردى فالنظرة سهم من سهام إبليس وقد تصيب القلب في مقتل، والحاذق من وقف عند نصوص الشرع وجعل منها نبراسا له في دروب الحياة، أما التخبط ومنح النفس صكوك الغفران فإن كل ذلك من أعظم المهلكات ودوافع الوقوع في الشرور والفتن.
الغيرة المنضبطة بميزان الشرع مطلوبة، وهي التي تحمل على تغيير المنكر وإحقاق الحق بالوسائل الممكنة والمتاحة، وحق الزوج على زوجته أن ترده إلى جادة الطريق إن هو حاد بسبب مغريات الحياة وكثرة أسباب الفتن، وغير خاف على أحد أن فتنة النساء هي أشد الفتن وقد أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
كثير من الرجال والنساء- هداهم الله- يطلقون العنان لأبصارهم فيقعون في أوحال المعاصي والذنوب فكم من نظرة أو رثت حسرة، فليحذر الذين يخالفن عن أمر الشرع بغض البصر أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم.
حياك الله أيتها الأخت الفاضلة ونسأل الله العلي العظيم أن يصلح لك زوجك ويجعله قرة عين لك في الدنيا والآخرة، بعض التنبيهات نذكرها لك لعل الله ينفعك بها:
عليك باللجوء إلى الله بالدعاء بأن يصلحك ويصلح لك أبناءك وزوجك.
كثير من النساء يتسببن في انحراف أزواجهن بسبب تعريضهم لفتن الأسواق لغير حاجة ولغير ضرورة ملحة، فما إن ينتهي الشهر حتى تأخذ الواحدة منهن في المطالبة بالذهاب للتسوق وهذا الأمر يجمع بين الإسراف بشراء كثير من الكماليات التي لا داعي لها وبين تعريض الزوج للفتن والنظر في المحرمات وما يصدق على الزوج يصدق على الأبناء المراهقين ذكورا وإناثا، فاحذري من ذلك أيتها الأخت وتقللي من زيارة السوق لغير أمر ضروري ولتكن زيارتك محددة الهدف، ولا تضيعي وقتك في التنقل من سوق إلى سوق ومن محل لآخر!
في بعض الأحيان يكون سبب إطلاق النظر رقة في الدين وعدم معرفة بالأحكام الشرعية فعليك أن تعيني زوجك حتى يطلع على حرمة تلك النظرات وما ينتظر صاحبها من ألم وحسرات في الدنيا قبل الآخرة.
طلب الطلاق ليس هو العلاج بل العلاج يكون في البحث عن أسباب هذا السلوك والعمل على مداواتها بالطرق السليمة والتي تتكئ على ركيزة المودة والرحمة.
